الخميس، 9 يوليو 2020

ورحلت جدتي الغالية الحاجة فاطمة بقلم حسين العسقلاني

في وداع جدتي الغالية الحاجة فاطمة
بقلم حسين العسقلاني
عن عمر يناهز الـ 95 عامًا رحلت جدتي أم أبي بعد ابنها بأقل من ثلاث سنوات، وبعد زوجها بحوالي 18 عامًا، وكانت قد جهزت كفنها بعد وفاة جدي رحمه الله، وحرصت على أن تذهب لأرض الحجاز لتؤدي العمرة، وتغسل الكفن بماء زمزم.
حرصتُ على السلام عليها قبل سفري، متوقعًا عدم لقائي بها في الدنيا مرة أخرى، لكننا يقينا سنلتقي في الآخرة، كانت جدتي تحرص على النوم مبكرا، لكن كنت مُصرَّا في تلك المرة على إيقاظها والجلوس معها، وقد كان.
كعادتها مازحتنا في تلك الجلسة كثيرا رغم تعبها، وقالت لي: أنا كل ليلة أقول يا رب مش عايز تموّتني ليه؟ عمال تموّت في الناس كلها ومش عايز تموتني ليه؟ تقول [يا رب لماذا لا تريد أن تقبضني إليك] (كانت في شوق إلى لقاء الله).
رغم امتداد عمرها لقُرب المائة عام إلا أنها كانت تتذكر أسماء أبناء أحفادها، وتطمئن عليهم، وقد مدّ الله في عمرها لترى أحفاد أحفادها، وقبيل وفاتها بأيام رُزقت العائلة ببنت أسميناها (فاطمة) على اسم جدتنا، وهي (بنت بنت ابن ابنها)، وهناك ثلاث فواطم أخريات من الأحفاد وبناتهم.
كما أنها لم تنسى أن توصي بمن يغسلها، ومن يحضر غسلها، ومن يحمل النعش في جنازتها، وقد شهد من حضر الغسل أن النور كان يشع من وجهها رحمها الله.
بكيتُ عليها وأنا أكتب خبر وفاتها أمس، ولكن رزقها الله بدعوات الكثيرين ممن نحسبهم من الصالحين ولا نزكي على الله أحدًا، وفي بلاد بعيدة صلينا صلاة الغائب، ودعونا الله لها بلسان عربي، وأعجمي لا يعرف إلا اسمها، وجاءت الدعوات تترى من الزملاء والأحباب والعلماء من كافة أنحاء المعمورة فلله الحمد والمنة.
رَحَلت إلى ربها تاركة خلفها أبناء وأحفاد يحفظون القرآن الكريم، نسأل الله أن نكون من أهله وخاصته، لحِقت بزوجها وابنها الذين اشتاقت لهم كثيرا كما أنهم لا شك اشتاقوا لها، ولعل الله يجمعهم وإيانا على حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ختامًا: أشكر كل من تواصل للعزاء عبر أي وسيلة متاحة ومن لم يستطع أو لم يصله الخبر فله عذره، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا أراكم الله مكروهًا في عزيز لديكم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...
حسين العسقلاني | الثلاثاء 16 ذو القعدة 1441 هـ 7 يوليو 2020 م

هناك تعليق واحد: