الخميس، 2 سبتمبر 2010

سيل النار بين نسائم العشر وبشائر النصر


بقلم: حسين العسقلاني
عملية سيل النار في الخليل أربعة قتلى من اليهود
ما إن أقبلت العشر الأواخر المباركة من شهر رمضان حتى أدبرت الهزائم، وتوالت بشريات النصر، وعلامات الفوز، ولذة إذاقة اليهود بعض ما أذاقوه للمسلمين، كم اشتقنا واشتاق الملايين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى ألمٍ يُلِمّ بأعداء الله من الصهاينة والمغتصبين والمحتلين، لقد سطّرت الأيدي الطاهرة النقية المتوضئة صفحاتٍ بيضاءَ نقية ملئى بالعزِّ والشرف والسؤدد مصداقًا لقول الله العزيز الحكيم: "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (التوبة:14، 15)، إن الترابط الواضح بين علو همة المجاهدين في هذه الأيام خاصةً وتحقيق بعض النصر والكثير من الرعب في قلوب أعداء الله وأعداء الإنسانية لهو دليل على أن النصر مع الصبر وعلى أن الانتصار لا يكون إلا مع الإيمان، ولا يتنافى هذا مع الانتصار في غير رمضان فالأمر مرتبط بعلو الهمة مع علو الإيمان ووجود الفرص المواتية للنيل من العدو..
إن هذه العلمليات المتواليات والتي نأمل الكثير منها في القريب العاجل لتُدخل البهجة والسرور على القلوب وتثلج الصدور وتبعث بالأمل في النفوس بأن النصر آتٍ وقريب بإذن الله..
          إن عملية سيل النار وما يليها من عمليات بقدر ما تُبكي اليهود وتنهمر دموعهم على فقد ذويهم وأحبابهم بقدر ما تفرح أهل غزة وذوي المبحوح، وأهالي الأسيرات والأسرى وتجفف دموعهم وتبرد أكبادهم المكلومة بما أصابهم من مكروه..
          ولا يخفى كذلك ما تسطره أيدي المجاهدين في هذه الأيام على أرض أفغانستان من نصر على الصليبين وأعداء الله من المحتلين، وقد منَّ الله عليهم بالنصر والتأييد..
          كما تتطهر أراضي العراق كذلك في الأيام الأخيرة من جنود الاحتلال الأمريكي والتي تغادر العراق إلى غير عودة إن شاء الله، وإن كان في نية قادتهم إرسالهم إلى أفغانستان فهم يرسلونهم إلى مصارعهم حيث تشتاق لدمائهم أيدي المجاهدين في جبال وتلال ومدن وقرى أفغانستان..
          إن سيل النار ليخفف آلام سيل الماء بل سيول المياه التي أصابت أهلنا في باكستان وبلادٍ أخرى للمسلمين والتي أوجعت قلوبنا وأدخلت الحزن والضيق والنكد علينا، إن المحن العظيمة التي ألمت بهذا الشعب المسلم العظيم لجديرة بأن يتفاعل معها المسلمون بشكل أعمق، وأن يتعاونوا ويدعموا إخوانهم المسلمين بما يستطيعوا من مال ودواء ودعاء..
          لقد جاءت سيل النار لتدخل بعض الفرح علينا بعد ما أصابنا من حزن لما يحدث للمسلمين من سيول الماء..
          إن تلك اللحظات الغالية والثمينة التي يقفها المجاهدون مواجهين لأعداء الله في كل بقاع الأرض، هذا الوقت المرتفع الثمن، هذا الوقت في سبيل الله لهو خير من كثير من العبادات التي نؤديها نحن المسلمين في مساجدنا وبيوتنا وبين أهلينا وأحبابنا، ففي صحيح ابن حبان عن أبي هريرة: أنه كان في الرباط ففزعوا إلى الساحل ثم قيل: لا بأس فانصرف الناس، وأبو هريرة واقف فمرّ به إنسان فقال: ما يوقفك يا أبا هريرة؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود" قال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
          وفي مصنف ابن أبي شيبة عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَةٍ هِيَ أَفْضَلُ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ حَارِسٌ حَرَسَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فِي أَرْضِ خَوْفٍ، لَعَلَّهُ أَلاَ يَؤُوبَ إلَى أَهْلِهِ.
          فإذا كنا نبحث عن ليلة القدر ونجتهد قدر ما نستطيع للحصول على تلك الجوهرة الثمينة التي هي خير من ألف شهر فإن الواقفين على الثغور والمرابطين في سبيل الله ليحصلون على الكثير من ليالي القدر بِجِدِّهم واجتهادهم وتعرضهم للمخاطر في سبيل الله..
          فلتبق النسائم وتتوالى البشائر وتظل المقاومة مستمرة حتى يأذن الله بالفتح والتمكين لعباده المؤمنين، إنه ولي ذلك والقادر عليه "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج:40)

هناك تعليق واحد:

  1. الله اكبر ولله الحمد
    اللهم انصر الاسلام واعز المسلمين
    جزاكم الله خيرا اخي وبارك الله فيك

    ردحذف