من أصعب أيام حياتي: بقلم حسين العسقلاني
كان أبي رحمه الله حريصا على
تعليمي بشدّة، خاصة ما يتعلق بالقرآن الكريم، ورغم أني كنت طالبا في معهد
قريتي الأزهري (فترة صباحية) إلا أن أبي ألحقني بمعهد القراءات الأزهري في
مدينة الفيوم (فترة مسائية) ويبعد عن قريتنا حوالي ٢٠ ك تقريبا، وحاول
إلحاقي بمعهد الخط العربي ولكنه لم يتمكن من ذلك لعدم وجود وقت عندي،
فجعلني آخذ درسا عند رجل خطاط بجوار (مسجد العجمي) وكنت أذهب له ليلا
بالمحبرة والأقلام المصنوعة من الخيزران، وكنت في الصف الأول الإعدادي الأزهري، وفي الصف الأول من مرحلة التجويد في معهد القراءات في نفس الوقت، كان مذهبي مالكيا في قريتي وشافعيا في المدينة
فدرست المذهبين معا، وكان وكيل معهد القراءات الحاج أسامة حسين (رحمه الله
إن كان حيا أو ميتا) صديقا لوالدي، مما جعل هناك تواصلا بينهما... كما
كنت آخذ درسا خصوصيا في شرح الشاطبية عند الشيخ حسن عبد المطلب رحمه الله
في بيته.
المهم: لم يكن هناك نظام التيرم فكان الامتحان مرة واحدة
سنويا، وكان مواعيد الامتحان تختلف بين المعهدين فأحضر الاثنين بدون مشكلة،
حتى حدث أن اتفق المعهدان في نفس توقيت الامتحان (في الصف الأول الثانوي
الثاني في مرحلة العالية من القراءات)، فقدمت طلب تأجيل امتحاني في معهد
القراءات للدور الثاني، وامتحنت الدور الاول في المعهد الثانوي، وعند ظهور
نتيجة الصف الاول الثانوي ولأول مرة في حياتي أجدني راسبا في مادتين، وهنا
أصبحت بين خيارين إما أن امتحن في المعهد الثانوي في المادتين وهذا اقرب
للنجاح، ويتأكد رسوبي تلك السنة في معهد القراءات، وإما أن اغيب من المعهد
الثانوي وامتحن الدور الثاني في معهد القراءات، ويتأكد رسوبي في المعهد
الثانوي، وأصر أبي رحمه الله على الخيار الثاني رغم معارضتي كثيرا وأتيت له
بمن يحب ولكن أصرّ رحمه الله على أن امتحن الدور الثاني في معهد القراءات
وأرسب في المعهد الثانوي ذلك العام، وقد كان وامتحنت في معهد القراءات،
وعند ظهور النتيجة وجدتني أيضا راسبا تلك السنة في معهد القراءات, فرسبت
سنتين في سنة واحدة، كان هذا اليوم (من) أصعب ايام حياتي، وليس أصعبها
طبعا، وقد تجاوزت الأمر بفضل الله، وكنت الأول على معهدي الثانوي بعد ذلك
في المرحلة الثانوية بفضل الله.
إذا وصلت إلى هنا فلا تنساني من دعوة جميلة، وإلى موقف آخر بقلمي إن شاء الله.
بارك الله في والدك لانه اكرم امتنابشيخ مثلك نستفاد بعلمه .. فاسلوبك سهل وبسيط وبدون عصبية وابتسامة وبشاشةفي الوجه ... كما أن الفيديوهات قصيرة فتجل المشاهد يستفيد بعلمك ولا يمل .. وذلك ينقصنا في شيوخنا الذين يتميزون بالعصبية والصوت العالي ويغمسون انفسهم في السياسة.... وبارك الله فيك لانك كنت بارا بوالدك جزاك الله خيرا عنه
ردحذفربنا يكرمك ويوفقك
ردحذف